هل تسهم الأوقاف في شعورنا بالمسؤولية؟

حملوا على عاتقهم هموم واحتياجات غيرهم… واستشعروا أهمية أن يكون لكل منهم دور في المحيط الذين يعيشون فيه، فوضعوا لبنة صلبة في أساس التكافل الاجتماعي… وكونوا بتكاتفهم وتعاضدهم نواة مجتمع مستعد للبناء والتنمية… 

حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ولم يجد بها ماء يُستعذَب قال: مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ بخير له منها في الجنة فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. صحيح ابن خزيمة

لعل هذه كانت الصيحة الأولى في التاريخ الإسلامي للمفهوم الكلي الاجتماعي للأوقاف. فالبشرية حين انتقلت من عصور الصيد والرّعي إلى العصور الزراعية ثم الصناعية كان عليها التخلي عن الجهود الفردية لصالح الجهود الجماعية والمشترَكة.. وقد وجدت في الوقف تجسيدا دقيقا لهذا التحول، فالدولة لم توجد لإلغاء فاعلية الأفراد، ولا تعني نهائيًا أن يتخلى الناس عن المشاركة في الخدمات العامة لأنها من مهمة الحكومات فقط، وهذا ما تعالجه الأوقاف حين تساهم في حل المشكلات ويغدو الناس معها أكثرَ إحساسًا بالمسئولية وهم يشاركون في البناء والتنمية.. 

فالتنمية في العالم اليوم معادلة بسيطة تعني أن تكون الجهود والمبادرات الاجتماعية بنفس قوة وكثافة الجهود الحكومية، أليست الأوقاف إحدى هذه الأدوات لتحقيق هذه المعادلة؟ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solverwp- WordPress Theme and Plugin