فقدوا أبصارهم… فوجدوا من يحمل لهم مشاعل ترى بالقلب… وينير لهم طريق الحياة بكل ما فيه من الأضواء والألوان… وجدوا من يعيد لهم أبصارهم ولكن بطريقة أخرى!
في القصيم صَرْحٌ انطلقَ منْ رَحِمِ المعاناةِ، معاناةِ رجلٍ فاضلٍ معَ ولديهِ الضريرَينِ.. فكانتْ بدايةُ الحكايةِ، عندما قامَ بإنشاءِ جمعيةٍ تُعنَى بذوِي الإعاقاتِ البصريةِ، وانضمَّتْ إليه مجموعة مساندة ومعاونة، وتحوَّلتِ الجمعيةُ إلى وَقْفٍ يخدمُ كثيرينَ منْ ذوي الإعاقةِ البصريةِ في مِنطَقةِ القصيمِ وخارجِها…
باتتْ للجمعيةُ نشاطاتٌ كثيرةٌ في متناولِ ذوي الإعاقاتِ البصريةِ منْ تدريبٍ وتأهيلٍ ورحلاتٍ لأداءِ فريضةِ الحَجِ والعُمرةِ، بالإضافةً إلى الرحلاتِ والفعالياتِ الأخرى والملتقياتِ الموسميةِ والزياراتِ المنزليةِ والخدماتِ المختلفة…
ولمْ يتوقفْ عملُها عندَ هذا الحدِّ، بل امتدَّتْ خدماتُها لِتَطُولَ أُسَرَ المعوقينَ بصرياً وتدعمَهم بتقديمِ الخدماتِ الإرشاديةِ والتوعيةِ والمساعداتِ العينيةِ والماديةِ، وتوفيرِ الأجهزةِ المساعِدةِ والوسائلِ التكنولوجيةِ المناسبةِ للمعوقينَ بصرياً، وإنشاءِ عيادةٍ متخصصةٍ بالعيونِ وتجهيزِها بالأجهزةِ والوسائلِ والأدواتِ والكوادرِ الطبيةِ المتخصصةِ.
اليومَ لا تزالُ جمعيةُ العَوَقِ البصريِ الأهليةُ ببُريدةَ في القصيم “مبصرون” تفتحُ ذراعَيها بسخاءٍ مقدِّمةً خدماتٍ تعليميةٍ وتدريبيةٍ وطبيةٍ واجتماعيةٍ لمختلِفِ المراحلِ العلميةِ، وعلى كلِ المستوياتِ، وعَمَدتْ إلى التنسيقِ معَ المؤسساتِ الحكوميةِ والأهليةِ ودعمِ دمجِهِم لإيجادِ الوظائفِ المناسبةِ لهم بعدَ تدريبِهم وتأهيلِهم للوفاءِ بمستلزماتِ العملِ، لتكتملَ الصورةُ الرائعةُ للوقفِ وتأثيرِه على النهوضِ بالمجتمع…
وبذلك يرسم الوقف صورة مشرقة لمجتمع صحي يتكافل أفراده فيما بينهم ليخلقوا بيئة يعيش فيها الجميع على قدر من المساواة مهما كانت الظروف