أحياه الله بعد عقود… والله يضاعف لمن يشاء
قد يكون مبلغاً صغيراً… أو عيناً ضئيلاً أو منسياً… وربما ملكاً ضاعت ملامحه… لكنه غُلف بنية صادقة ومحبة لله ولعباده بالخير عابقة…
فيربو ويزيد كأرض أصابها غيث السماء فاهتزت وأخرجت غلالها بإذن الله وإرادته! كيف لا والحبة تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء خيراً وأجراً؟
في عام 1213هـ أوَقفَت عائشة المرشد، أرضا خارج محافظة الرس وجعلتْ ريعه على معلمي ومحفظّي القرآن الكريم، وظلّ الوقف قرابة مئتي عام لايُعرف إلى أن (أحياه الله) بأمر قاضي الرس، فأصبحت الأرض الموقوفة قبل سنوات قليلة فى مكان مميز فبيعت بـ(ثلاثين مليون ريال) لجمعية تحفيظ القرآن بالرس وقد تضاعفت اليوم قيمته إلى أكثر من (150) مليونًا.
عائشة المرشد لم يعرف لها ذرية وإنما أُحيى الله وقفها بعد ضياعه، فإذا صلحت النية تقبل الله العمل. الوقف يحفظ المال، وهو يعتبر أهم صدقة مالية تطوعية لها صفة الثبات والاستمرار، وأداة من أدوات النظام المالي في الاقتصاد الإسلامي تعمل على تحقيق المقاصد الشرعية. وهو فوق كل ذلك دليل على صدق عقيدة المسلم وإيمانه باستخلاف الحق سبحانه وتعالى له على ما بين يديه. أليس حقا أن القليل من المال يحقق الكثير من الفوائد للواقف ولوالديه ولذريته وأمته؟
هو الوقف إذن رصيد الدنيا لمن هم عليها ورصيد الآخرة لمن هم في بطنها والله يضاعف لمن يشاء