حليب وماء محلى بالسكر .. كيف حلّ صلاح الدين الأيوبي حاجة أطفال دمشق للحليب ؟

رغم شخصيته العسكرية الفذة وقوته وشجاعته في خوض المعارك… إلا أنه كان رقيق القلب ومخلصاً في أمور دينه وحياته.. وهو ما جعله ينظر في أحوال الفقراء في مدينة دمشق ويؤسس وقفاً حل به كربتهم وسد به رمق أطفالهم… إنه القائد صلاح الدين الأيوبي

استندت تلك المرأةُ إلى جدار الجامع الأموي بدمشق وبيدها طفلٌ في مهده لم يتجاوز عمره الستة أشهر، إذ خرجت بابنها صباحاً تبحث عن الحليب، وكلما صاح الطفلُ جائعاً هدهدته لينام فهي عاجزة عن إعطاءه ما يريد، فلا حليبَ في صدرها فترضعه، ولا مال في جيبها فتشبعه من حليب الدكاكين..

لم يكن هذا المشهد نادر الحدوث في عهد الدولة الأيوبية، بل كان بعض الناس لشدّة فقرهم وعجزهم عن تأمين الحليب لأطفالهم يفطمونهم باكراً علّهم يرتاحون من همّ شراء الحليب أو تأمين مرضعة..

ولما استلم الناصر صلاح الدين الايوبيّ زمام الحكم، أدرك حاجة الدولة إلى تأمين الخدمات والمرافق الاجتماعية التي تعين الناس في أمور دنياهم، فأمر عيونه أن ينظروا إلى احتياجات القوم فيبلغوه بها، فلما سمع بحال فقراء القوم وأطفالهم؛ اهتمّ لأمرهم واغتم، وعزم أمره أن يجعل في أحد أبواب قلعة دمشق ميزاباً يسيلُ منه الحليب، وآخر يسيل منه الماء المحلى بالسكر، فكانت الأمهات من دمشق وما حولها إذا أردن الغذاء لأطفالهن خرجن إلى الباب فأخذن ما يردن من الميزاب لا يمنعهم من ذلك أحد..

حلّ الناصر صلاح الدين أزمة الأطفال وأهلهم بوقف ذاك الميزاب عند باب القلعة، وأوقف كذلك المستشفيات والمدارس ليجعل من مسيرته في بناء المجتمع قاعدةً جوهرها.. إنما تبنى المجتمعات بأوقافها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solverwp- WordPress Theme and Plugin