أوقاف مجاورى الحرم .. كيف انبثقت الفكرة ؟..سقوف حول الحرم… قربة إلى الله وخدمة لعباده

يفدون إلى أرض ليست بأرضهم ليذكروا الله في أيام معدودات… بعضهم لا يجد مأوىً ولا حجاب، ولا كسرة يسد بها رمقه! ولذلك كان الوقف الذي سنروي قصته هنا.

تسربت إلى عيون أهل مكة أشعة شمسٍ أنهكتهم حرارتها، فقاموا من أسرتهم يعاندون النعاس معاندة، مرغمين على القيام كأنما جلادٌ يضربهم إن لم يتجهزوا…

لم يكن اليوم عادياً بالنسبة لمكة وأهلها، فاليوم تأتي قوافل الحجاج العجم، اليوم تُرخي قوافل الهند مرساتها على سواحل العرب، وتصل قوافل الحجاج السمر إلى مكة..

لم يفكر أهل مكة في مكان إقامة القوافل أبداً، فمنذ الجاهلية حتى أتتها هذه القوافل تأتي قوافل التجار الأغنياء ومعهم خيامهم وخدمهم، ينصبون خيامهم قريباً من السوق حتى تفنى بضائعهم، وربما كان بينهم وبين أهل مكة قرابة فأقاموا عند قرابتهم..

لكن القوافل هذه المرة لم تكن تجّاراً أغنياء، بل كان فيها الغني والفقر، والسيد والعبد، كان من بينهم من يدخرون أجر الرحلة أشهراً وسنيناً قبل أن يأذن لهم الله بزيارة البيت العتيق ، ومنهم من باع أرضه حتى يشتري راحلة يحج عليها..

لم يكونوا في الحال سواء، بل كان بعضهم لا يدري أين سينام او ماذا سيأكل..

ولما رأى الخلفاء وأصحاب الأموال المسلمون حال الفقراء والمساكين من زوار بيت الله الحرام؛ عمدوا إلى شراء الأراضي في مكة والمدينة ثم وقفها وبنوا الخانات عليها، ففيها يأكلون وينامون، وإليها من بعد تعبٍ يهربون، ومن هذه الخانات ما خصص لقوم معينيين، ومنها ما جعل عامّاً لزوار الحرمين أياً كان مقدمهم… لقد كان الوقف مرة أخرى في خدمة المسلمين وبه تشبع بطونهم وتنام عيونهم مطمئنة، يدعون ربهم سواسية لا فرق بينهم ولا يشغلهم عن ذكر ربهم في الرحاب الطاهرة شيء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solverwp- WordPress Theme and Plugin