هذه قصة أول وقف مائي فى الإسلام..عين في الجنة بعشرين ألف دينار!!

خارجة عن نطاق المادية… سامية إلى مراتب لا تقاس بموازين الدنيا ولا تقدر بثمن… ثوابها ممتد لا ينقطع وخيرها يعم الجميع… كيف تحل بعض الأوقاف مشاكل المجتمع مهما كبرت؟ كما كان أول وقف مائي في الإسلام الذي سنروي قصته…

غربت عن أعين النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه مكة وأشرقت يثرب، لم تكن العيون لتميزهم عن بعضهم، فهم في الحال سواء، مهاجرون قد أتعبهم السفر وأغبرتهم رمال الحجاز، ولم تكن الجهة المنشودة خيراً من مكة زرعاً وماءً؛ بل كانت قليلة الماء، ولم يكن ماؤها عذباً كماء زمرم إلا بئراً واحدة في يثرب لرجل من غفار كان يدعى رومة.

حط النبي وأصحابه رحالهم، وبدأ القوم ينتشرون بالمدينة يعملون ويعلّمون ويتعلّمون، وكان الرجل منهم إذا أراد السقيا خرج إلى بئر رومة فاشترى من الغفاري ماءه، ولم يكن للغفاري وأهله إلا هذا البئر، يشرب من ماءه ويطعم أهله وعياله مما يبيع، ولأن ماءه كان أصفى مياه يثرب فقد كانت تجارته رابحة، لكن سعره الباهض كان يمنع فقراء القوم من الشراء، ولم يستسغ فقراء الصحابة ماء يثرب إلا من هذا البئر، فاشتكوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حالهم، فقال للغفاري “أتبيعنيها بعين في الجنة”، فقال:” يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها”، فبلغ ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعرض عليه شراءها فأبى، فاشترى منه نصفها باثني عشر ألف درهم، وكان العقد أن يكون البئر يوماً لعثمان ويوماً للغفاري، فأوقف عثمان رضي الله عنه البئر للناس في يومه، فقال له الغفاري “أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر” فاشتراه بثمانية آلاف درهم.

أوقف عثمان رضي الله البئر كاملاً للمسلمين، فلا تزال المدينة المنورة تشرب من ماءه المبارك حتى يوم الناس هذا..

رحل الغفاري وعثمان، وبقي البئر شاهداً على العقد بينهما، يروي لنا قصة الخليفة الثالثة إذ يوقف أول وقف مائي في الإسلام… فكانت له عين الجنة بعشرين ألف دينار ولو اشتراها بألف ألف لكن رابحاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Solverwp- WordPress Theme and Plugin